الكثير من الناس يمرضون بمجرد أن تزول ضغوط العمل وتبدأ العطلة. يشير التقديرات إلى أن 20 في المائة من الناس يمرون بذلك. أحد رواد الأبحاث حول “أنفلونزا العطلة” هو أد فينغرهوتس، أستاذ علم النفس السريري في جامعة تيلبورغ. يقول: “بدأت بالنظر إلى هذه الظاهرة عندما أدركت أنني كنت أمرض دائمًا بين عيد الميلاد ورأس السنة لبضع سنوات متتالية. حدث نفس الشيء في الأيام الأولى من العطلة”. “عندما كنت أمرض أحيانًا خلال العام، لاحظت أيضًا أن الأعراض تبدأ يوم الجمعة حوالي الساعة 16:00 وأعود دائمًا إلى صحتي صباح الاثنين”.
بدأ فينغرهوتس في إجراء دراسة. “اكتشفنا أن الكثير من الناس يعانون من مشاكل صحية في عطلة نهاية الأسبوع وفي الأيام الأولى من العطلة. الأعراض الأكثر شيوعًا هي الصداع، التعب، آلام العضلات والغثيان. في بداية العطلة أيضًا، تزداد هجمات البرد والإنفلونزا.”
لديه تفسيران. الأشخاص الذين لديهم وظائف مرهقة يصبحون أكثر وعيًا بأجسادهم في وقت فراغهم مقارنة بأيام العمل العادية، لأن انتباههم لأجسادهم يتم تحويله في زحمة الحياة اليومية. يجب أن تعرف أن الشعور بالألم والتعب يتطلب انتباهًا. لهذا السبب، يلاحظ الرياضيون غالبًا الألم أو الإصابات بعد المباراة فقط. بعبارة أخرى، عندما لا تكون هناك تشتتات متعلقة بالعمل، يكون الناس أكثر عرضة للانتباه إلى آلام الظهر أو الرأس النابض.
تفسير آخر محتمل هو أن المشاكل الصحية أو الأمراض تنشأ في وقت الفراغ بسبب عدم استقرار الجسم نتيجة الغياب المفاجئ لضغوط العمل: يمكن لهرمونات التوتر الأدرينالين والكورتيزول أن تعطل الجهاز المناعي وتجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. عندما تعمل بجد جسديًا أو ذهنيًا، ينتج جسمك المزيد من الأدرينالين ليكون أكثر إنتاجية. عادة، تعود مستويات الأدرينالين إلى وضعها الطبيعي بمجرد انتهاء الجهد. “لكن عندما نعمل بجد لفترة طويلة، لا تعود مستويات الأدرينالين إلى قيمتها الأساسية”، يقول فينغرهوتس. حتى في الليل، عندما يحتاج الجسم إلى الراحة والتعافي، يمكن ملاحظة مستويات عالية من الأدرينالين.
لذا، فهي مشكلة خطيرة أو بالأحرى عرض لمشكلة، وهي عدم التوازن بين العمل ووقت الفراغ. إذا كنت تريد تجنب مرض وقت الفراغ، يجب عليك تغيير شيء ما في حياتك اليومية، وليس فقط في عطلتك. في النهاية، هو علامة على أنك تهمل جسدك خارج فترات العطلات.
